مجرّد هلوسات
أكاد لا أعرفني
أكاد أنساني..
فهل مسّني الضُّرّ
أم الزّمن لم يعد
كما كان زماني؟!
في نفس الخطوة
حينا أعرفني
وأحيانا أتوه
باحثا عنّي
ولا أراني..
زحام بأرجائي
وأدخنة تتصاعد
بأجواء سمائي
و دروبي الغائمة
تذكي أشجاني..
أكاد لا أعرفني
أكاد أنساني..
ويغصّ حلقي
بذات السّؤال
هل أنا نشاز
أم النّشاز حولي
يقضّ مضجعي
و يهزّ أركاني؟!
أشتاق لنفسي
ببراءة الأطفال
لا هواجس لديها
لا سؤل يؤرّقها
أمكوث أشقاني
أم حان ترحالي
ممّا أعاني؟!
أكاد لا أعرفني
أكاد لا أراني..
اشتقت للرّوض
للورد والطّير
للعطر الفائح
وأعذب الألحان..
اشتقت للصّفاء
مِن حولي والنّقاء..
اشتقت لأفكار
عن الطّهر والصّدق
لدى الأجوار
وكلّ الأنام..
اشتقت للأماني
وما عدت أعرفني
ما عدت أراني..
اكاد أرفضني
أكاد أنساني...
رشيد بن حميدة- تونس
في 21-11-2020