ضيق
صدري.. يضيق..
أشعر أنّي
أختنق..
والألم
تكاد مسامّي
من بين زفير
وشهيق..تريق..
وعبرتان متلهّفتان
استوطنتا مقلتيّ
تهدهدهما
تسلوهما
كأنيس رفيق..
وهذه الوسادة
تصرخ فيّ:
"مللتك..
مججتك..
يا لك من صديق!"
وأفكار تساورني
تقضّ مضعجي..
تجلس لي
بكلّ طريق..
وهذه الأسوار
حول قلعتي..
كم أمست موحشة!
تسألني الرّحيل..
فقد شحّ فيها
ذاك الرّحيق..
وهذه المرآة العابسة
تؤنْبني
كلّما بحلقت فيها..
تكاد تصفعني..
"وطئت" .. قالت
"أرضا رخوة..
ها أنّك اليوم
غريق..
أيّها الهائم بالفردوس
واهما كنت..
ماكان ذاك
غير سراب خُلَّبٍ..
يعشي الأبصار..
رماك في الحريق
وساااار.."
وأسائلني في صمت..
ترى من أنا؟
من أكون؟!
وأين تلك الأخرى؟
نفسي!
أين هي؟
ترى من يأخذني
إليّ؟
أتهت بين الواقع
والحلم؟!
وأبحر
في رغوة قهوتي..
فإذا بي أراني
على شفا..
جرف سحيق..
نعم..
برغوة قهوتي
عاشق..
تقطّعت به السّبل
وسُدّتْ لعشقه
كلّ منافذ الطّريق...
رشيد بن حميدة-تونس
في 22-11-2019