تهمة
****************************
متّهم.. أنا..
وتُهَمي كثيرة
شنيعة.. خطيرة..
أنا متّهم..
وتهمتي الكبرى
صدق المشاعر
وأحاسيسي النّبيلة..
وتهمتي الثّانية
تماهيت وآدم
وعشقت حوّاء
فأمست روحي
لها أسيرة..
كما ترون، إخوتي
أنا متّهم
فقد اقترفت بعشقي
معصية لا تغتفر
ووقعت في أكبر
جريرة..
وأنا متّهم
بقول الشّعر
في غانيتي الجميلة...
ومولع بصورها
أرفقها أشعاري
فتبدو للغرائز
كما قيل
مغرية.. مثيرة..
متّهم.. أنا..
وتهمي..مهما أحصيتها
تهم عديدة
لا تغتفر.. كبيرة..
ومن تهمي أنّى
كثير الإلهام..
تراودني الحروف والمعاني
في جلوسي وفي ترحالي.
إذا كتبت.. أنتشي.
وإذا لم أكتب
تمسي اللّحظات
سنينا مريرة..
ومنها إذا قلت شعرا
لا أستسيغ فيه الغموض
وأجتنب الحفر
والدّهاليز المظلمة
وأقتفي دروبا
أضواؤها مشعّة.. منيرة..
إذا قلت شعرا
أكتبه كالماء.. شفّافا..
ومثل خميلة..
تفوح منه العطور
ومعانيه متمرّدة
وجوهها دون نقاب..
و رؤوسها متحرّرة
بلا حجب.. حسيرة...
****************************
رشيد بن حميدة-تونس
فى13-3-2020