بين بلبل وزهرة


قال لها البلبل:

أفردي جناحيك

زهرتي الحبيبة

ليبزغ الفجر

من دجى الحنين.. 


قالت له:

وأنّى لي القوّة؟! 

ألم تر يباس الأرض

حول أقدامي

وشحّ السّماء

على جدائلي؟! 


قال لها:

لا تبتئسي

فجّري بين شفتيك

بسمة عريضة

تتزلزل الأرض 

تحت أقدامك

وتشهق من فوقك

غيوم السّماء.. 


ارتعشت الزّهرة

كم ارتعاشة.. 

تفتّقت أكمامها..

تفتّحت ذابلة

إثر جهد

بتلاتها..

لقد أنهكها

صخب المدينة

وغبار المداخن.. 


خرجت من الزّهرة

أجمل زفرة.. 

وقالت:

ألم أقل لك

أنّي مرهقة

رَ.. كم الدّهر 

أضناني.. 

وها أنّني

مندهشا أراك.. 

وها أنّك

شاحبة تلقاني.. 


قال الطّائر:

لا تبتئسي

يا منّة الرّحمان! 

سأسند ساقك

بمنقاري

وأحرسك بليلي

ونهاري..


قالت:

أنشيتني 

بنسغ شدوك

فانتشت روحي

وارتوت لحائي.. 

حفظك الرّحمان 

يا أملي

يا كلّ رجائي...


رشيد بن حميدة- تونس

في 23-9-2020

تم عمل هذا الموقع بواسطة