العقد الفريد


انفلتت منّي الحروف هذا الصّباح..

انفلتت بعد أن نضدت عقدها ،

وداويت بها الجراح..

ركضت وراءها..هتفت لإرضائها،

تعالي أخرجك إلى الوجود،

تعالي..بك أسلك طريق الفلاح..

عاد إليّ بعضها خاسئا حسيرا ،

متمسّحا مكبوت الجماح..

يطلب منّي الصّفح،

مكسور الجناح..

فألبسته أفخر الحلل،

ووشّحته بالقرنفل،

وبالورود والأقاح..

وتمادى البعض في الفرار،

فتراءى لي حينا سرابا..

وحينا تراءى لي كأشباح..

تركتها تمضي،

ودعوت لها بحفظ اللّه..

ستعود إليّ حتما باكية،

راجية منّي السّماح..


رشيد بن حميدة - تونس

تم عمل هذا الموقع بواسطة